محاكمة تيسير علوني: حرب على الإرهاب أم حرب على العدالة؟

للكاتب المحامي إبراهيم التاوتي

الناشر: اللجنة العربية لحقوق الإنسان

الموضوع:
يعتني هذا الكتاب وعلى ضوء حقوق الإنسان بالمنهجية الأمنية في تعاملها مع ملفات الإرهاب و يعكس تأثيرات القوانين الاستثنائية البائسة على الديمقراطية وكرامة الشعوب في مناطق الشمال والجنوب على حد سواء. و يصيب الكاتب الهدف الثقافي و القانوني والأخلاقي بشكل كبير ضد أولئك الذين يسعون جاهدين لعولمة مربع الطوارئ و لإسقاط حقوق الإنسان باسم الديمقراطية المستوردة على ضوء نصائح مجالس إدارة العمليات العسكرية.
يحلل المؤلف بالتفصيل النظام القضائي الإسباني وعمله. ويبرهن وجود عيوب في ملف الادعاء العام، المليء من سوء الفهم خاصة في ترجمة الكلمات الواردة في أكثر من 40000 وثيقة، ويخلص إلى فشل ما كان ليكون " نموذج عالمي للقضاء الديمقراطية عند محاكمة الإرهاب الدولي". ادعت الشرطة بأن تيسير تكلم عن أسلحة نووية وذلك عن طريق إساءة تفسير كلامه لما طلب كتيب "ال40 النووي" (لأحاديث رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم). اعتقدت الشرطة أن النووي يدل على سلاح لأن مترجمها اعتبر صفة نووي بينما هو اسم الشخص مؤلف الكتيب! في وثيقة أخرى (محضر عن اتصال هاتفي)، اعتقدت الشرطة بأن تيسير لما تحدث عن تفضيله للكوسة غير الناضجة (لأنها أدنى مستوى في السعرات الحرارية) كان يتحدث عن الذخيرة الحربية! كل هذا مضحك لو لا سجن صحفي برئ ولو لا الضجة الإعلامية على ما قدمه الإعلام الرسمي بأنه "أول محاكمة تاريخية ضد إرهاب تنظيم القاعدة" في العالم.
من أصل 40 متهما، من بينهم بن لادن، فقط 16 منهم صدر الحكم ضدهم كونهم موقوفون، لأن نظام القضاء الجنائي الاسباني لا يسمح بمحاكمة المتهم الغائب.

لا يليق بأي صحفي مهتم بحقوق الإنسان أن يُهمل قراءة هذا الكتاب.